السبت، 28 يناير 2012

قطر الصعيد



الدم مش واحد

والعرق مش واحد

والريحة مش واحدة

إلا في قطر الصعيد

على كوبري فوق الأرض فجأة

عرفت إني باجرّه

زحلفة في قفاها سلاّية

رقبتها تعبان وحواية

بتنادي ع الصبر معايا

أنا قطر الصعيد

سلاّية في القفا من فوق

والشمس بتهرب م الضوء

يا حبيبي يا قليل الذوق

أنا قطر الصعيد

ومراية بتجيب للقَرْعَة

فلاّية مع أكل ومَرْعَى

يا حبيبي يا قليل الصنعة

أنا قطر الصعيد

ما تحسّش قلبك في الصيف

لو أصبح على صدرك ضيف

يا حبيبي يا قليل الكيف

أنا قطر الصعيد

لو أصبح على صدرك هَمّ

على بعضي ما اقدرش اتْلَمّ

وأنا بانقل في بضايع دمّ

أنا قطر الصعيد

على بعضي ما اقدرش أفوت

ولا عيني تزرع لي شطوط

ولا أقطف زُمّارة توت

أنا قطر الصعيد

حسبوني رجعي ويساري

ما خالفش عليَّ الكمساري

بازحف بالسنجة وبالصاري

أنا قطر الصعيد

شتموني وقالوا لي يا لوح

وأنا واخد أبونيه في النوح

يا حبيبي في طلوع الروح

أنا قطر الصعيد

يا حبيبي في نزول الكوبري

من فوق الشارع تنظُر لي

على كتفي شريطين يا حَلوللي

أنا قطر الصعيد

شريطين من صغري وأنا جحش

في السكة اللي ما بترجَّعْش

وحبيبي غطّاني بقشّ

أنا قطر الصعيد

علّمت الناس التوحيش

في السكة اللي ما بتودّيش

موتني قال بسّ أعيش

أنا قطر الصعيد

والرايح رايح مش جايّ

والشمس بتهرب م الضيّ

وحبيبي بيقول لي يا خيّ

أنا قطر الصعيد

والشمس بتهرب م النور

ولساني كان شاهد زور

ودخلت في بطن العصفور

أنا قطر الصعيد

ورقتبي حواية وتعبان

ما عادتشي بتختفي وتبان

والشمس في دمّي الهَرْبان

أنا قطر الصعيد

فؤاد حداد


الاثنين، 23 يناير 2012

قُرب


ارزقني انحناء:

الضوء البعيد

أول الهلال

خصر الحبيبة

جناح اليمامة

عمامة الولي

سنبلة القمح

خط الأفق

وارزقني استقامة الضوء القريب.

gravitational lensing

الأربعاء، 11 يناير 2012

هل أنت على استعداد لممارسة الحب معها؟

أشعر بالكثير من الامتنان لأصدقاءي ونحن نمتحن في عامنا الأخير -واللهم اجعله الأخير على الأقل كطلبة- بالجامعة مر ثلاثة أعوام منذ كنا جميعا في شعبة واحدة (فيزياء ورياضيات) الآن تفرق دمنا بين القبائل.. أقصد الأقسام: فيزياء خاصة وحيوية ورياضيات بحتة وعلوم حاسب وفلك وأرصاد جوية بعد ستة أشهر من الآن يتم اطلاقنا للجيش ومن ثم سوق العمل.

نحن في جامعة الأزهر وكلنا قضى على الأقل اثنى عشر عاما من التعليم الأزهري أنا واحد من الناس سعيد وفخور بهذا بالرغم من وجود العديد من السلبيات المنتشرة في المجتمع ككل وليس الدراسة فقط.. الامتحانات مملة جدا لا اصدق أني امتحن منذ شهر وما زال أمامي أسبوعان إنه ترم السابع في الكلية.. حتى في التعليم الأساسي كنا ندرس كثيرا. في التعليم الأزهري لمن لا يعلم هناك العديد من المواد ولذا كنا نظل دهرا في المتحانات.. الفيزياء والجبر والهندسة والكيماء والتفاضل والأحياء والنحو والصرف والفقه والقرآن والبلاغة والأدب والتفسير والحديث والتوحيد.. هل نسيت شيئا آخر؟ ربما :)

بالرغم من مرور العديد من الأعوام من الامتحانات الطويلة إلا أني لم أجد ما يصف موقفي أو شعوري عند توزيع المراقب لأوراق الأسئلة.. اليوم تذكرت بالصدفة الرائع علاء ولي الدين رحمه الله والرجل الأنيق ذو البذة يقول له: هل أنت على استعداد لممارسة الحب معها؟

:D

نعم الوضع يشبه هذا كثيرا.  في الجامعة الامتحانات أنواع:-


النوع الأول: سَمّع الخمسة فصول التي تم تقريرها عليك في الكتاب "طبعا بنحمد ربنا إن مفيش تشكيل غير إن الكتاب استلمته قبل الامتحانات باسبوع".

النوع الثاني: سؤال في كل موضوع ومحاضرة بحيث يكون الامتحان ورقة (وش وضهر) ستة أسئلة كل سؤال a,b,c على الأقل وبعض النقاط تحتوي على I,II,III وبعضها -وأنا لا أمزح هنا والله- يحتوي على نقاط أخرى 1,2,3.. حتى وإن كنت تعرف كيف تحل تلك المسائل كلها -وحاش الله أن نفعل- فأرني كيف تفعل في ثلاث ساعات.

النوع الثالث: الدكتور تفاجأ بأنه مطلوب منه امتحان للطلبة فقام بشطب التاريخ عن امتحان العام الماضي وارسله للكنترول.

النوع الرابع: الامتحان اللوذعي القائل في أوله "حل على قد ما تقدر.. يا برنس".

النوع الخامس: امتحان الفنيّات ويسأل في الأمور الهامة التي يجب ألا تتخرج بدونها والخاصة التي تقيس مدى استيعابك لمواضيع الداراسة وهو نوع تختلف صورته من دكتور لآخر فممكن أن يكون على طريقة اختر وعرف وعلل وممكن أن يكون "هباب يا حاج ومعاك ربنا".

النوع السادس: من أروع الامتحانات حيث تختار أنت الأسئلة وتضع الامتحانات ورغم ذلك "تشيلها".

النوع السابع: من أشد الأنواع تميزا حيث يضع الدكتور بعض العنواين التي وجدها (جميلة) في المرجع وهو لا يعلم الإجابة حقا.. طبعا من الممكن أن تقطع تذكرة لكي تشاهد "حوسته" وهو يصحح.

المهم أيا كان نوع الامتحان فأنت يجب تـ"ميك اللف وذ هم".. أو"هير" على حسب جنسك وميولك. الغريب أن الأمر هكذا فعلا لا بد من أنك جربت امتحان تلك المادة التي تحبها وهذه التي تكرها.. إذن لا بد من أحد الأمرين إما أن تحبها فعلا وتخلص لها لكي "ينتقل اسمك من جسدك إليها" كما يقول (رع) وإما أن تتعاطى المهلوسات والمنشطات لتقوم بتلك الفعلة على أكمل وجه وهو منتظر منك.

اتمنى أن ينتهى هذا الوضع -والمزمع انتهاؤه قريبا فقط فلنصبر 6 أشهر أخرى.. "غير بتاعة المجلس العسكري أكيد"- وألا أجد أحد الموظفين ماسكا بأوراق تقدمي لأحد الوظائف مشيرا بعينه لأحد المكاتب أو المهام قائلا بصوت هامس: هل أنت على استعداد لممارسة الحب معها؟